الداعية لله كبار الشخصيات
جنسيتي :
مهنتي :
مزاجــي :
الجنس :
عدد المساهمات : 3304
تقييم الإدارة :
تقييم الأعضاء : 29
نقاط : 277018
العمر : 42
| موضوع: بحث علمي عن اعجاز القرآن الكريم الأربعاء 10 نوفمبر 2010, 07:49 | |
| إعجاز القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العلمين، والصلاة والسلام على أفضل خلقه، محمد صلى الله عليهوسلم، أما بعد، هذا تقرير مختصر في موضوع إعجاز القرآن الكريم من مادةعلوم القرآن، فقد جاء تقريري هذا بعنوانإعجاز القرآن الكريم )، ويكمن السبب الحقيقي وراء اختياري هذا الموضوعبسبب لهفتي وشوقي في معرفة الكثير عن إعجاز القرآن، ورغبة مني بتثبيتالإيمان في قلبي وقلب كل مؤمن، وكي يكون حجة داحضة في وجه كل جاحد.. وكان معنى ذلك أن ينقسم تقريري إلى أربع أقسام، تسبقها مقدمة وتتلوها خاتمة: <blockquote> القسم الأول يحتوي على مقدمة بسيطة لإعجاز القرآن حيث تحتوي على تعريف إعجاز القرآن الكريم وأنه معجزة محمد عليه السلام من الله عز وجل .. القسم الثاني بعنوان الإعجاز اللغوي في القرآن.القسم الثالث بعنوان الإعجاز التشريعي في القرآن . القسم الرابع نماذج للإعجاز العلمي في القرآن الكريم . </blockquote> وفي النهاية أتقدم بالشكر لكل من ساعدني ، وأرجو أن يكون بحثي مفيداللجميع، وأعتذر عن كل تقصير فيه، وحسبي أنني لم أدخر جهدا في محاولةالوصول به على درجة الإتقان، لكن الكمال لله وحده، ونسال الله التوفيقوالسداد. القسم الأول: مقدمة
- تعريف إعجاز القرآن الكريم :
القرآن فياللغة : من قرأ مرادف للقراءة ، ومنه قوله تعالى : ( إِنَّ عَلَيْنَاجَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ )(القيامة:18) القرآن في الإصطلاح: هو كلام الله المنزل على محمد المنقول إلينا بالتواتر المتعبد بتلاوته المتحدى بأقصر صورة منه.¨ قالتعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِغَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء:82) فهوإذن كلام الله.¨ وقال تعالى:(وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً)(المزمل: من الآية4) وقال تعالى:(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)(محمد:24) فكانت تلاوته والتدبر فيه عبادة لله.¨ وقال: (وَإِنْكُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوابِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِإِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:23)فقد تحداهم بالإتيان بسورة من مثله.¨ (إِنَّانَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9) فقدتكفل الله بحفظه من التحريف الذي لحق بالكتب التي سبقت. الإعجاز: منالتعجيز والتثبيط والنسبة إلى العجز، يقال أعجزه الشئ أي فاته، ومنه قولهتعالى: (فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُكَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْأَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَمِنَ النَّادِمِينَ) (المائدة:31) ويقال معجزة النبي (صلى الله عليه وسلم) أي ما أعجز به الخصم عند التحدي .
- القرآن معجزة محمد (صلى الله عليه وسلم) من عند الله تعالى:
لقد أيد اللهتعالى رسله بمعجزات، وكانت معجزة نبينا (صلى الله عليه وسلم) هي القرآنالكريم الذي عجزت الإنس والجن عن الإتيان بمثله، قال تعالى: (قُلْ لَئِنِاجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَاالْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍظَهِيراً) (الإسراء:88) وقد شهد بإعجازه أعدائه، ثم تحداه بالإتيان بعشرسور من مثله، قال تعالى: { أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْبِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُممِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } – هود 13، ثم تحداهم أن يأتوابسورة من مثله، قال تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوابِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْكُنْتُمْ صَادِقِينَ) (يونس:38) وتمثلت المعجزة أيضاً في وصوله لنا عنطريق المصطفى (صلى الله عليه وسلم) وهو لم يمسك قلماً ولم يكتب أو يقرأ. القسم الثاني: الإعجاز اللغوي في القرآن معجزة القرآنالكريم تتمثل في وجوه كثيرة، أولها البلاغة، وكونه فصيحاً بلسان عربيمبين، قال تعالى: (قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْيَتَّقُونَ) (الزمر:28)، وقد عجزت العرب رغم فصاحتهم بالإتيان بمثله لمافيه من حسن بلاغة وقوة في المعاني وبراعة الألفاظ ودقة التشبيه وحسن ترابطوتسلسل ورغم ذلك كان بلسان عربي بليغ ومبين، قال تعالى: { بِلِسَانٍعَرَبِيٍّ مُّبِينٍ } – الشعراء 195، وأعجزت بلاغته فصحاء قريش وخطباءها،فإتهموا محمداً (صلى الله عليه وسلم) بأنه شاعر ثم سرعان ما رأوا أنه ليسبشعر، قال تعالى: (وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُإِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ) (يّـس:69)، ثم قالوا إنه ساحركما فعل الوليد بن المغيرة، فقال تعالى على لسانه: { فَقَالَ إِنْ هَذَاإِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ } – المدثر23-25، ثم قالوا إنه كاهناً تارة وتارة إتهموه بالجنون، قال تعالى: {فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُون *أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ } ٍ–الطور29-30، ومنهم من قال إنه يقول أساطير الأولين ، قال تعالى : { إِذَاتُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ } - القلم 15، كل هذا بكفرهم وعنادهم وقد إستيقنت أنفسهم بأنه من عند الله وعرفوا أنهالحق ولكن الكبر وإتباع الآباء والخوف على الجاه والمكان بين الناس منعهممن قبوله .
- مخاطبة العقل والقلب معاً :
ومن معجزاتالقرآن أنه يخاطب العقل والقلب معاً ، فتجد له وقعاً على كليهما ، وجعلهالله شفاء للقلوب ورحمة ونور ، قال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْجَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِوَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } - يونس 57 ، وقال : (وَنُنَزِّلُمِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلايَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً) (الاسراء:82) ، كما أن معظمالقرآن إنما يخاطب العقل ويحثه على التفكر في خلق الله كالسماوات والأرضوإمعان النظر في الكون وفي الأنفس والآفاق وجعل ذلك وسيلة للوصول إلىالإيمان بالله ، قال تعالى : { أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِالسَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىأَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُيُؤْمِنُونَ } - الأعراف 185، وقد جعله الله تعالى مصدراً لتثبيت النفسوعونها على الصبر ومصدر هداية وتبشير للمؤمنين كما ثبت به الله تعالى فؤادالنبي (صلى الله عليه وسلم) ، قال تعالى : { قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُالْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْوَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } – النحل 102،كما جعله مصدر راحةوإطمئنان للمؤمن، قال تعالى : { الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّقُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} - الرعد 28 ،وكم أسعد هذا القرآن قلوباً مولعة ومشتاقة للرحمن ومتعطشةللقاءه ، فتجد كلامه تعالى خير دواء وسكن ينزل برداً وسلاماً على القلبوالروح فتسعد النفس بترتيله فما أعظمها نعمة هي نعمة القرآن ،وهذا إنمايفهمه ويشعر به المؤمن كامل الإيمان الذي يتوق للقاء الرفيق الأعلى . ومن إعجازالقرآن ووسائله للوصول إلى العقول والأفهام ضرب الأمثال التي تقرب المعانيوتفتح الأذهان المغلقة والعقول الحائرة فتقنع كل إنسان يريد أن يصل إلىالحقيقة ولم يقل كما قالت بنو إسرائيل قلوبنا غلف ، بل من يريد الحق ولميعاند ويكابر لابد وأن يجد الحقيقة في القرآن واضحة كوضوح الشمس في وسطالنهار ، قال تعالى : (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِمِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (الزمر:27) ، أماالمعاندين الذين عرفوا الحق واستكبروا عليه وكفروا به قال عنهم :(وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍوَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْأَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ) (الروم:58) ، ورغم بيان الأمثال جادل فيهاالكفار وتكبروا عليها ، قال تعالى : (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَاالْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْأِنْسَانُ أَكْثَرَشَيْءٍ جَدَلاً) (الكهف:54) .
- الإيقاع المنتظم للقرآن الكريم :
ومن إعجازالقرآن أيضاً الإيقاع المنتظم للقرآن الذي جعل كفار قريش يتهمون محمداًبالسحر مرة ومرة بالشعر ومرة بالكهانة ، قال تعالى : (فَلَمَّا جَاءَهُمُالْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ) (يونس:76)، ومن ذلك ما نسمعه عندما نقرأ سورة القمر مثلاً ، فلنقرأ معاً سورة القمرولنستمع لروعة البيان ومزمار من مزامير داود ، ولنتلو سورة الرحمن ونستمعلما يعجز المتنبئ وأبي فراس وأحمد شوقي وغيرهم عن الإتيان بكلام كهذا ،كما يعجز عبد الحليم وأم كلثوم ووليد توفيق وغيرهم من الفسقة عن أن يأتوابما في القرآن من روعة وإنسجام ، إن هؤلاء المذكورين وأشباههم لمحرومون منسماع مثل هذا ويا لضياعهم وغرورهم بما هم فيه من باطل ومعصية وما يتلفظونبه من سخافة ألفاظ وسماجة ألحان وهوي زائغ وما يتبعهم إلا الغاوون فيا لهممن ضالين مضلين ، أما كلام الله تعالى فلا يأتيه الباطل ولا يخلق من كثرةالرد ، وقال (صلى الله عليه وسلم) لأبي موسى عندما إستمع لتلاوته بأنهأوتي مزماراً من مزامير داوود ، عَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُولُاللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأَبِى مُوسَى : « لَوْ رَأَيْتَنِى وَأَنَاأَسْتَمِعُ لِقِرَاءَتِكَ الْبَارِحَةَ لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْمَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ » -البخاري 1888 ، ويكفي هذا الحديث في فضائلالقرآن : عن الحارث الأعور قال: مررت في المسجد فإذا الناس يخوضون فيالأحاديث، فدخلت على علي فقلت: يا أمير المؤمنين ألا ترى الناس قد خاضواقال: أو قد فعلوها؟ قلت: نعم، قال: أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليهوسلم يقول: إنها ستكون فتنة قلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتابالله فيه نبأ من قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم هو الفصل ليسبالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله،وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لاتزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة، ولا تشبع منه العلماء، ولا يخلق عنكثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا:{إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به}. من قال به صدق، ومن عملبه أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدى إلى الصراط المستقيم. القسم الثالث : الإعجاز التشريعي في القرآن لقد أرسلالله رسله بالبينات ليقوم الناس بالقسط – ابن القيم ، قال تعالى : (لَقَدْأَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَوَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)(الحديد: من الآية25) ،وكان القرآن هو أفضل الكتب المنزلة على الإطلاق ، أنزله الله تفصيلاً لكلشئ ، وفرقاناً بين الحق والباطل ، وشرع فيه لعباده ما تقوم به حياتهمويصلح به معادهم ، قال تعالى : (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَعَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً) (الفرقان:1) ، وجعلهتذكرة لمن يخاف وعيده وكان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، قال تعالى :(فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ)(قّ: من الآية45) ، وبهبيان للأحكام العامة التي يقوم بها أمر الأمة وأحكام الحدود والدياتوالأسرة والمواريث وغيرها مما يستقيم به أمر الأمة ، قال تعالى :(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىًوَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) (النحل: من الآية 89) ، فجاءتأحكامه كلها لما فيه صلاح الأمة وخيرها ولقد رأينا كيف كانت الأمةالإسلامية في عهد الصحابة والتابعين عندما كان يطبق فيها شرع الله تعالىفكانت الأمة الإسلامية حينها في قمة قوتها وأمنها وإستقرارها ورخائها ،أليس هذا بخير مما فيه الأمة اليوم من ضياع وضعف وعدم أمن وعدم إستقرار ،كل هذا لأنها رمت أحكام القرآن وأخذت بأحكام الشيطان وما شرعه شياطينالإنس من قوانين وضعية ففسد النظام وضاع الأمن وإنتشرت السرقة والزناوالخمر وغيرها من فساد.. فسبحان الذي أرسل لنا القرآن رحمة للعالمين . ومن معجزاتالقرآن أيضاً قصص القرآن التي هي أحسن القصص ، قال تعالى : { نَحْنُنَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَاالْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ } – يوسف 3 ،وكانت من معجزات النبي (صلى الله عليه وسلم) لأنه أخبر بأحداث كانت قبلآلاف السنين كقصة نوح وقصة موسى وفرعون وقصة بلقيس وسليمان وقصة يوسفوامرأة العزيز وقصة إبراهيم وأبيه وقومه وقصة صالح وناقته وقصة شعيب وقومهوقصة يعقوب وابنائه وغيرها من قصص القرآن التي أخبرت عن أحوال الأممالسابقة ، ومنها قصص بني اسرائيل ، قال تعالى : (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَيَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِيَخْتَلِفُونَ) (النمل:76)
- حال العرب قبل و بعد نزول القرآن :
تبدلت حالالعرب بعد الإسلام وأصبحوا أمة علم وقوة وسلطان ورفعهم الإسلام إلى أعلىالمنازل حيث إختارهم الله من بين الأمم ليكونوا حملة الإسلام إلى العالمفنالوا ذلك الشرف وكانوا خير مبلغين وتوسعت رقعة الدولة الإسلامية حتىفتحت للنبي (صلى الله عليه وسلم) قصور كسرى وقيصر وحكموا العالم وأعزهمالله بنوره نور الإسلام وأصبحوا قادة العالم وفي الآخرة أنالهم الله شرفأن يكونوا شهداء على الناس ، قال تعالى : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْأُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَالرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِيكُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْيَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَىالَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْإِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (البقرة:143) القسم الرابع : الإعجاز العلمي في القرآن
الإعجازالعلمي في القرآن من المواضيع التي بدأ انتشارها مؤخراً بصورة كبيرة وبلغتالبحوث العلمية أوجها و اكتشفت كثير من الحقائق التي تحدث عنها القرآن قبلأربعة عشر قرن من الزمان ولا يزال المزيد يكتشف خاصة في مجال الفلك وعلمالأجنة والتشريح والجيولوجيا وعلم الحيوان والنبات وآيات لا حد لها بينهاالله تعالى في القرآن تكفي لتبيين أنه الحق من عند الله وأن الله هو الحقالمبين ، قال تعالى : (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِيأَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِبِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (فصلت:53) ، ولكن عمت قلوبالعباد عن تدبر القرآن وفهم ما فيه بما ران عليها من الذنوب والمعاصي ،قال تعالى : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍأَقْفَالُهَا) (محمد:24) ، وهذا الموضوع كبير جداً لذا سنكتفي بتوضيح مثاللكل علم .
- نماذج منالإعجاز العلمي للقرآن في الطب :
قديماً كانالناس يعتقدون أن إحساس الألم يمكن من أي مكان ولكن مؤخراً اكتشف أن الجلدفقط هو الذي به مناطق الإحساس حيث وجدوا بالنظر تحت المجهر أن الأعصابتتركز في الجلد ووجدوا أن أعصاب الإحساس متعددة وأنها أنواع مختلفة : منهاما يحس باللمس ومنها ما يحس بالضغط ومنها ما يحس بالحرارة ومنها ما يحسبالبرودة ووجدوا أن أعصاب الإحساس بالحرارة والبرودة لا توجد إلا في الجلدفقط وعليه إذا دخل الكافر النار يوم القيامة وأكلت النار جلده يبدله اللهجلداً ليصير العذاب مستمر ، قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْبِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْبَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَكَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا ) النساء : 56 وأما قوله تعالى : ( وَسُقُوا مَاءحَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ ) محمد: 15 ولماذا هنا قطع أمعاءهم؟ لأنهم وجدوا تشريحيا أنه لا يوجد أبدا أعصاب للإحساس بالحرارة أوالبرودة بالأمعاء وإنما تتقطع الأمعاء فإذا قطعت الأمعاء ونزلت في الأحشاءفإنه من أشد أنواع الآلام تلك الآلام التي عندما تنزل مادة غذائية إلىالأحشاء عندئذ يحس المريض كأنه يطعن بالخناجر فوصف القرآن ما يكون فيالجلد ووصف ما يكون هنا بالمعدة والأمعاء وكان وصفا لا يكون إلا من عند منيعلم سر تركيب الجلد وسر تركيب الأمعاء .
- نماذج من الإعجاز العلمي للقرآن في علم الكون :
وجدوا أنالقمر يسير بسرعة 18 كيلو مترا في الثانية والواحدة والأرض 15 كيلومترا فيالثانية والشمس 12 كيلومترا في الثانية .. الشمس تجري والأرض تجري والقمريجري قال الله تعالى ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَتَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَحَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَاأَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِيفَلَكٍ يَسْبَحُونَ ) عليّ يجري ومحمد يسير بمنازل وعليّ لا يدرك محمدا مامعنى هذا ؟ معناه أن عليّا يجري ومحمد يجري ولكن عليّا لا يدرك محمدا الذييجري الله يقول : ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ) ثم قال :( لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ ) يكون القمرقبلها أم لا ؟ .. القمر قبلها وهي تجري ولا تدركه وتجري ولا تدركه لأنسرعة القمر 18 كيلومترا والأرض 15 كيلو مترا والشمس 12 كيلومترا فمهما جرتالشمس فإنها لا تدرك القمر ولكن ما الذي يجعل القمر يحافظ على منازله ؟وكان من الممكن أن يمشي ويتركها ؟وجدوا أن القمر يجري في تعرج يلف ولايجري في خط مستقيم هكذا ولكنه جري بهذا الشكل حتى يبقى محافظا على منازلهومواقعه تأملوا فقط في هذه الحركة القمر , الشمس , الأرض , النجوم تجري لواختلف تقدير سرعاتها.. كان اليوم الثاني يأتي فنقول : أين الشمس ؟ نقولوالله تأخرت عنا عشرين مرحلة ! ويجئ بعد سنة من يقول : أين الشمس ؟ نقول :والله ضاعت ..! من أجرى كل كوكب ؟ ( وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ )يسبح ويحافظ على مداره ويحافظ على سرعته ويحافظ على موقعه صنع من ؟ ذلكتقدير العزيز العليم ! هل هذا تقدير أم لا ؟ وهل يكون التقدير صدفة ؟ ..لا إن التقدير يكون من إرادة مريد .. هذا التقدير من قويّ .. من قادرسبحانه وتعالى وضع كل شئ في مكانه وأجراه في مكانه.
- نماذج من الإعجاز العلمي للقرآن في الكيمياء :
قال أشهرعلماء العالم في مؤتمرات الإعجاز العلمي للقرآن الكريم .. الدكتور استروخوهو من أشهر علماء وكالة ناسا الأمريكية للفضاء .. قال : لقد أجريناأبحاثا كثيرة على معادن الأرض وأبحاثا معملية .. ولكن المعدن الوحيد الذييحير العلماء هو الحديد .. قدرات الحديد لها تكوين مميز .. إن الالكتروناتوالنيترونات في ذرة الحديد لكي تتحد فهي محتاجة إلى طاقة هائلة تبلغ أربعمرات مجموع الطاقة الموجودة في مجموعتنا الشمسية .. ولذلك فلا يمكن أنيكون الحديد قد تكون على الأرض .. ولابد أنه عنصر غريب وفد إلى الأرض ولميتكون فيها قال تعالى : ( وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌوَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُبِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ) سورة الحديد : 25 الخاتمة :وفيخلاصة الأمر فإن القرآن الكريم كلام الله الذي أنزله للعالمين رحمة ويشفبه صدور قوم مؤمنين وينذر به قوماً لداً ، فيه دستور كامل للدولةالإسلامية ومنهج كامل ينظم حياة الفرد والمجتمع ويضبط به جماح الشهواتوالأهواء ويصنع من الإنسانية مجتمع طاهر منظم تعمه الرحمة والتكافل ، ولايزال القرآن يمدنا بأنواع من العلوم ويفجر لنا كنوز المعرفة ويحي عقولنابإثارة الفكر ، وفوق كل هذا نور يهدينا إلى سواء السبيل ويقودنا إلى جناتالنعيم المقيم .. فاللهم اهدنا به واجعله حجة لنا لا علينا واجعلنا ممنقرأه فوعاه وحفظه وعمل به .. يا ربنا إنك للدعاء سميع مجيب ، وصلى اللهعلى نبينا وحبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم والحمد لله ربالعالمين . المراجع المستخدمة في هذا البحث :
- <LI dir=rtl>القرآن الكريم .
<LI dir=rtl>محاضرات في علوم القرآن / للدكتور صلاح الصاوي والدكتور/ محمد سالم . <LI dir=rtl>القاموس المحيط / باب الزاي / فصل العين . <LI dir=rtl>" وغدا عصر الأيمان " للشيخ عبد المجيد الزندانى – موقع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة . <LI dir=rtl>" الأدلة المادية على وجود الله " لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي – موقع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة . <LI dir=rtl>صحيح البخاري .
- سنن الترمذي .
| |
|
الداعية لله كبار الشخصيات
جنسيتي :
مهنتي :
مزاجــي :
الجنس :
عدد المساهمات : 3304
تقييم الإدارة :
تقييم الأعضاء : 29
نقاط : 277018
العمر : 42
| موضوع: رد: بحث علمي عن اعجاز القرآن الكريم الأربعاء 10 نوفمبر 2010, 07:58 | |
| | |
|