الخلل في النظام الرسمي العربي أم في جامعة الدول العربية كمؤسسة للعمل
العربي
المشترك؟ هذا هو التساؤل الذي فجره قرار ليبيا بالانسحاب
من الجامعة وما ساقته من مبررات دفعتها لاتخاذ هذا القرار.
خلفية تاريخيةمعرفة تاريخ هذه الجامعة منذ أن كانت حلما يراود العرب
قبل الحرب العالمية الثانية حتى أصبحت واقعا ملموسا بعد انتهاء الحرب قبل
أكثر من نصف
قرن، ومعرفة هياكلها ومجالسها ولجانها ومنظماتها، تمكننا
من تلمس نواحي القوة والضعف في هذا الكيان العربي الكبير، ومن
ثم الاهتداء إلى الإجابة على التساؤل السابق.
مع اشتداد الضغط النازي والفاشي على الدول
الأوروبية أثناء الحرب العالمية الثانية رأت بريطانيا وفرنسا ألا تحدث مزيدا من الاضطرابات داخل مستعمراتها في البلاد العربية، فوعدت قادة
تلك الدول
بالاستقلال عقب انتهاء الحرب، وأعربت عن تشجيعها لأي
اتجاه نحو الوحدة العربية كما جاء على لسان وزير
خارجيتها أنتوني إيدن عام 1941.
وتحرك بعض القادة العرب مستغلين تلك التصريحات
باتجاه إنشاء جامعة الدول العربية، فدعا رئيس الوزراء المصري مصطفى النحاس باشا كلا من رئيس الوزراء السوري جميل مردم ورئيس الكتلة الوطنية
في لبنان
الشيخ بشارة الخوري الذي أصبح رئيسا للجمهورية فيما بعد،
إلى زيارة مصر وتبادل وجهات النظر فيما يختص بفكرة جامعة للدول
العربية التي ستنال استقلالها.
وألقى مصطفى النحاس خطابا في مجلس الشيوخ المصري عام
1942 أعلن فيه سعي مصر إلى عقد مؤتمر للقادة العرب لبحث هذا الأمر. وفي الأردن جاءت تصريحات الأمير عبد الله متوافقة مع ما دعا إليه النحاس.
وفي سبتمبر/ أيلول 1943 بدأت المشاورات الثنائية بين
مصر وكل من الأردن والعراق وسوريا، وصدرت تصريحات ووجهات نظر كثيرة من كل من نوري السعيد من العراق وتوفيق أبو الهدى من الأردن وسعد الله
الجابري من
سوريا ويوسف ياسين من السعودية ورياض الصلح من لبنان،
ووفد اليمن.
وكانت خلاصة المشاورات مع تلك الوفود بروز ثلاثة اتجاهات
بين القادة العرب فيما يختص بمشروع جامعة الدول العربية:
1- وحدة سورية كبرى بزعامة الأمير عبد
الله بن
الحسين وبدعم من نوري السعيد الذي كان يرى في هذا الأمر
خطة باتجاه الهلال الخصيب.
2- قيام دولة موحدة تشكل أقطار الهلال الخصيب بزعامة
العراق.
3- قيام وحدة أو اتحاد أشمل وأكبر
يضم مصر وسوريا واليمن بالإضافة إلى أقطار الهلال، وانقسم أصحاب هذا
الاتجاه إلى قسمين: قسم يدعو إلى اتحاد فدرالي
أو كونفدرالي، أو نوع من الاتحاد له سلطة عليا تفرض إرادتها على الدول الأعضاء. وقسم آخر يرى قيام اتحاد يعمل على التعاون والتنسيق بين الدول
العربية مع
احتفاظ كل دولة باستقلاليتها.
بروتوكول الإسكندريةبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء على دول المحور، حاولت الدول الغربية المحتلة التخلي عن وعودها بمنح
الاستقلال
للدول العربية رغم وقوف الأخيرة معها واستنزاف ثرواتها في
المجهود
الحربي.
وكان الرأي العام العربي قد تهيأ لقيام وحدة عربية وبدأ يضغط عن طريق الأحزاب والصحف في هذا الاتجاه، فوجه مصطفى
النحاس باشا في
12 يوليو/ تموز 1944 الدعوة إلى الحكومات العربية التي
شاركت في المشاورات التمهيدية لإرسال مندوبيها للاشتراك في
اللجنة التحضيرية للمؤتمر العربي العام والتي ستتولى
صياغة الاقتراحات المقدمة لتحقيق الوحدة العربية.
واجتمعت تلك اللجنة في الإسكندرية يوم 25 سبتمبر/ أيلول
1944 بحضور مندوبين عن مصر وسوريا ولبنان والعراق وشرق الأردن والسعودية واليمن وعن عرب فلسطين. وبعد ثماني جلسات متوالية استبعد
المجتمعون فكرة الحكومة المركزية ومشروعي سورية الكبرى
والهلال الخصيب، وانحصر النقاش في اقتراح رئيس الوفد
العراقي نوري السعيد بتكوين مجلس اتحاد لا تنفذ قراراته إلا الدول التي توافق عليه، خوفا من التأثير على سيادة الدول الأعضاء.
وتدخل مصطفى النحاس فأكد أن فكرة اتحاد عربي له سلطة تنفيذية
وقرارات ملزمة، أمر يستبعده الجميع للأسباب نفسها التي أدت إلى استبعاد فكرة الحكومة المركزية، وأنه يبقى بعد ذلك الرأي القائل بتكوين
اتحاد لا
تكون قراراته ملزمة إلا لمن يقبلها.
أصل التسمية كان من الممكن أن يكون اسم الجامعة العربية "التحالف
العربي"
كما اقترحت سوريا أو "الاتحاد العربي" حسب رغبة
العراق، إلا أن الوفد المصري رأى أن اسم "الجامعة
العربية" الذي تقدم به أكثر ملاءمة من الناحية اللغوية والسياسية ومتوافقا مع أهداف الدول العربية. وفي النهاية وافق الجميع على هذا
الاسم بعد أن
نقحوه من الجامعة العربية إلى جامعة الدول العربية.
وأصدر المندوبون العرب الذين حضروا اجتماعات اللجنة
التحضيرية للمؤتمر العربي العام بالإسكندرية بروتوكولا عرف باسم "بروتوكول الإسكندرية" ينص على موافقتهم على إنشاء جامعة للدول العربية.
ميثاق الجامعة
صاغت الوفود العربية المجتمعة في الإسكندرية بنودا
عامة كانت نواة أولى لميثاق جامعة الدول العربية، وأكدوا فيها احترام
استقلال كل دولة وسيادتها والاعتراف بحدودها القائمة،
والاعتراف لكل دولة بحق إبرام المعاهدات والاتفاقات
بشرط ألا تتعارض مع أحكام الجامعة وميثاقها. وكان من اللافت للنظر حرص الدول العربية على التأكيد أنه ليس من اللازم اتباع سياسة خارجية
موحدة، وعدم
اللجوء إلى القوة في فض المنازعات بين الدول الأعضاء، وفي
حالة الخلاف فإنه يفض بالوساطة بناء على طلب المتخاصمين.
وأقرت اللجنة التحضيرية في قصر الزعفران بالقاهرة يوم
17 مارس/ آذار 1945 الصيغة النهائية لميثاق جامعة الدول العربية بعد الأخذ في الاعتبار المقترحات والصياغات التي أعدها أستاذ القانون
الدولي الدكتور عبد الحميد بدوي. وخرج الميثاق إلى
الوجود يوم 19 مارس/ آذار 1945 مؤلفا من ديباجة و20 مادة
وثلاثة ملاحق، ووقع عليه مندوبو الدول العربية في احتفال أقيم لهذا الغرض بقصر الزعفران في القاهرة يوم 22 مارس/ آذار 1945. ثم اتسعت عضوية
الدول العربية، فبعدما بدأت بسبع دول فقط أصبح عددها
الآن 22 دولة، كانت جزر القمر آخرها عندما انضمت عام 1993.
سلطات الجامعة العربية يحق لجامعة الدول العربية إبرام المعاهدات الدولية وتبادل التمثيل الدبلوماسي لدى الدول والمنظمات الدولية، وذلك لما تتمتع به
الجامعة من
شخصية قانونية دولية مستقلة ومنفصلة عن إرادة الدول
الأعضاء، كما أن لمبانيها وموظفيها بالخارج الحق في التمتع
بالحصانة الدبلوماسية طبقا للمادة 14 من الميثاق.
أهداف الجامعةتسعى الجامعة إلى توثيق الصلات بين الدول العربية وصيانة استقلالها والمحافظة على أمن المنطقة العربية وسلامتها في مختلف
المجالات
السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والصحية.
ولتحقيق هذه الأهداف أنشئ العديد من المؤسسات وأبرمت عدة اتفاقات منها:
- اتفاقية تسهيل التبادل التجاري.
- التعريفة الجمركية الموحدة.
- إنشاء المؤسسة المالية
العربية للإنماء الاقتصادي.
- اتفاقية الوحدة الاقتصادية.
ولتحقيق مبدأ الأمن والسلام العربي أوجبت المادتان
الخامسة والسادسة على الدول الأعضاء عدم اللجوء إلى القوة لحل المنازعات الناشئة بينها، وأوجبتا اللجوء إلى مجلس الجامعة لعرض النزاع
وفض الخلاف
القائم بينها إما بالتحكيم أو بالوساطة. ومن واجبات مجلس
الجامعة حال نشوء نزاع بين دولتين عربيتين أن يتدخل لفض النزاع،
ولكن بضوابط معينة، منها لجوء الأطراف المتنازعة إلى
الجامعة، وحتى في هذه الحالة فإن قرارات الجامعة أيضا لا تتصف بالإلزامية. وبعبارة أخرى إذا حدث خلاف بين دولتين عربيتين لا يحق
للجامعة أن تتدخل لفضه إلا إذا طلب منها ذلك، كما أن
قراراتها ليست ملزمة للأطراف المتنازعة.
وقد حدث تعديل لهذا النظام في اتفاقية الدفاع العربي المشترك
عام 1950، والتي أقرت اتخاذ تدابير ووسائل –بما في ذلك القوة المسلحة– لرد
أي اعتداء يقع على دولة من الدول الأعضاء، كما أخذ في تلك المعاهدة بقاعدة الأغلبية (أغلبية الثلثين) إلا أنها تركت الاختصاص النهائي في
حفظ السلام
لمجلس الأمن الدولي، كما نصت المادة الحادية عشرة منها.
المبادئ1- الالتزام بمبادئ الأمم المتحدة.
2- المساواة القانونية يبن الدول الأعضاء.
3- عدم التدخل في شؤون الدول الأعضاء.
4- المساعدة المتبادلة.
العضوية في الجامعةنصت المادة الأولى من ميثاق الجامعة على أنه يحق لكل دولة عربية مستقلة الانضمام إلى جامعة الدول العربية بعد أن تقدم طلبا
بذلك يودع
لدى الأمانة العامة الدائمة ويعرض على المجلس في أول
اجتماع يعقد بعد تقديم الطلب.
وتنقسم عضوية الجامعة العربية إلى عضوية أصلية وعضوية
بالانضمام، والعضوية الأصلية هي المثبتة للدول العربية المستقلة السبع التي وقعت على الميثاق. والعضوية بالانضمام عن طريق تقديم طلب بذلك بعد
توافر عدة شروط منها أن تكون الدولة عربية ومستقلة.
وقد أثار انضمام الصومال وجيبوتي إلى الجامعة جدلا بين الدول
العربية على اعتبار أن لغتهما الرسمية ليست العربية، ولكن مجلس الجامعة رأى أن أصل الشعبين عربي فقبل انضمامهما.
كما اعترضت العراق عام 1961 على طلب الكويت بالانضمام
مبررة ذلك بأنها جزء من أراضيها وانسحب المندوب العراقي من المجلس احتجاجا على هذا الطلب، فما كان من المجلس إلا أن قبل عضويتها استنادا
إلى المادة
السابعة من الميثاق التي تقرر أن ما يقرره المجلس
بالإجماع يكون ملزما لمن يقبله.
عضوية فلسطينوبالنسبة لفلسطين فقد أصدر مجلس الجامعة قرارا عام 1952 اعتبر المندوب الفلسطيني مندوبا عن فلسطين وليس مندوبا عن عرب فلسطين
كما كان الحال من قبل.
واستمر هذا الأمر حتى عام 1964 حينما اعترف مؤتمر القمة
العربي الأول الذي عقد بالقاهرة بمنظمة التحرير الفلسطينية التي أنشئت عام 1963 ممثلا شرعيا للشعب الفلسطيني، واعتبر المجلس رئيس المنظمة
ممثلا لفلسطين لدى الجامعة.
وفي مؤتمر الدار البيضاء الذي انعقد بعد حرب 1973
بين العرب وإسرائيل، اعترف الملوك والرؤساء العرب
المجتمعون في المغرب بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني ليس فقط في الجامعة العربية وإنما في الأمم المتحدة وعلى
الصعيد الدولي.
وفي عام 1976 وبناء على اقتراح مصري أصبحت منظمة التحرير
الفلسطينية عضوا كامل العضوية ولها ممثل في مجلس الجامعة من
حقه أن يصوت في كل القضايا التي يناقشها المجلس.
فقد العضويةلكل دولة عضو في جامعة الدول العربية الحق في الانسحاب من عضويتها بشرط إبلاغ مجلس الجامعة بذلك قبل سنة من تنفيذه، على أن
تتحمل الدولة
المنسحبة جميع الالتزامات المترتبة على الانسحاب، ولا
يشترط المجلس عليها إيضاح أسباب الانسحاب، في حين اشترط فترة السنة
لمحاولة معرفة هذه الأسباب ومحاولة إقناع الدولة
المنسحبة بالعدول عن قرارها.
كما يجوز للدولة العضو الانسحاب إذا تغير الميثاق ولم
توافق تلك الدولة على هذا التعديل، وأقر ميثاق الجامعة العربية كذلك جواز فصل أي عضو لم يقم بتنفيذ التزامات العضوية التي حددها الميثاق
واشترط ذلك
بإجماع أغلبية الأعضاء، لكنه لم يوصد الباب كلية أمام
الدولة المفصولة فيحق لها التقدم مرة أخرى بطلب عضوية جديد.
وتفقد العضوية كذلك بزوال الشخصية القانونية الدولية لأي سبب مثل
الاندماج في
دولة أخرى، وقد حدث هذا أثناء الوحدة بين مصر وسوريا في
فبراير/ شباط 1958 بعدما أصبحتا "الجمهورية العربية
المتحدة"، كذلك بعد الاتحاد بين اليمن الشمالي والجنوبي عام 1990 وقيام
الجمهورية العربية اليمنية المتحدة.
أما فقدان الدولة لسيادتها بالإكراه كما حدث بعد اجتياح العراق للكويت
عام 1990
فإنه لم يؤثر على استمرار عضوية الكويت في الجامعة.
الفروع الرئيسيةتتكون جامعة الدول العربية من ثلاثة فروع رئيسية أنشئت بمقتضى الميثاق، ويوجد بها كذلك أجهزة أخرى أنشأتها معاهدة الدفاع
العربي المشترك عام 1950، إضافة إلى أجهزة أنشئت بقرارات
من مجلس الجامعة.
أولا- مجلس الجامعة يتألف هذا المجلس الذي يعتبر أعلى سلطة في الجامعة من ممثلي الدول الأعضاء، ولكل دولة صوت واحد مهما كان عدد ممثليها. وقد
اعتبرت مؤتمرات القمة للملوك والرؤساء العرب دورات لمجلس
الجامعة ولم تعتبر تلك المؤتمرات جهازا من أجهزتها.
وعرفت الجامعة منذ نشأتها مؤتمرات قمة كثيرة كان أولها في
أنشاص قرب القاهرة يومي 28 و29 مارس/ آذار 1946 تأييدا لموقف مصر أمام بريطانيا بعد إلغائهما معاهدة 1936، ولاتخاذ قرار عربي موحد في قضية فلسطين.
وفي عام 1973 حسم النظام الداخلي لمجلس الجامعة قضية التمثيل
فتقرر أن يعقد المجلس دوراته على مستوى وزراء الخارجية أو مستوى أعلى، ولهم أن ينيبوا عنهم مندوبين أو مفوضين وفقا للمادة الثانية من هذا النظام.
اختصاصات المجلس وفقا لميثاق الجامعة يختص المجلس بمراعاة تنفيذ الاتفاقات الموقعة بين الدول الأعضاء، ودعم التعاون بين الدول العربية والهيئات
الدولية
المعنية بحفظ السلم والأمن الدوليين واتخاذ التدابير
اللازمة لدفع ما قد يقع على إحدى دول الجامعة من عدوان فعلي أو
محتمل، وفض المنازعات التي تنشأ بين الدول العربية عن
طريق الوساطة أو التحكيم، وتعيين الأمين العام للجامعة وتحديد أنصبة الدول الأعضاء في ميزانية الجامعة، وأخيرا وضع النظام الداخلي للمجلس
واللجان
الدائمة والأمانة العامة.
أسلوب عمل المجلسيعقد مجلس الجامعة طبقاً لنص الميثاق اجتماعين عاديين سنويا أحدهما في مارس/ آذار والآخر في سبتمبر/ أيلول. ويجوز للمجلس أن
ينعقد في
دورات غير عادية إذا دعت الحاجة إلى ذلك بناء على طلب
دولتين أو أكثر من دول الجامعة أو بناء على طلب من إحدى الدول
الأعضاء المعتدى عليها. ويتولى الأمين العام تحديد موعد
الانعقاد على أن يكون مكانه في مقر الجامعة أو أي مكان آخر يعينه المجلس. وتكون اجتماعات المجلس صحيحة إذا حضرها أغلبية الأعضاء،
وبالنسبة لرئاسة المجلس تكون بالتناوب الهجائي الألفبائي
لأسماء الدول الأعضاء.
ويبدأ الاجتماع بالموافقة على جدول الأعمال، ثم توزع الموضوعات
المدرجة فيه على اللجان الفرعية المؤقتة لدراسته، ثم تقدم تقاريرها
متضمنة توصيات للمجلس بالقرارات المناسبة.
التصويت في مجلس الجامعة نصت المادة السابعة من الميثاق على أن ما يقرره المجلس بالإجماع يكون ملزما لجميع الدول المشتركة في الجامعة وما يقرره المجلس
بالأكثرية
يكون ملزما لمن يقبله.
غير أن الميثاق لا يشترط الإجماع في كل الحالات المعروضة لأن
الإجماع غير مطلوب إلا عند اتخاذ التدابير اللازمة لدفع العدوان على إحدى دول الجامعة أو عند اتخاذ قرار حول فصل أحد الأعضاء.
وبالنسبة لتعيين الأمين العام وتعديل الميثاق يكتفى في
التصويت بأغلبية ثلثي الأعضاء. وفي إقرار الميزانية وفض دورات الانعقاد وإقرار اللوائح الداخلية للمجلس واللجان وقرارات الوساطة والتحكيم
والقرارات
المتعلقة بشؤون الموظفين يكتفى بالأغلبية العادية (50%+1)
من كل الدول الأعضاء في الجامعة وليس الحاضرين فقط.
اللجان الفرعيةويساعد مجلس الجامعة عدة لجان فنية دائمة مهمتها إعداد دراسات فنية متخصصة فيما يحال إليها من موضوعات، وأقرت المادة الرابعة
من الميثاق
ذلك حينما قررت تأليف لجان خاصة للشؤون المبينة في المادة
الثانية وتمثل فيها الدول المشتركة في الجامعة. وتتولى هذه اللجان
وضع قواعد التعاون ومداه وصياغتها في شكل مشروعات
اتفاقيات تعرض على المجلس للنظر فيها تمهيدا لعرضها على الدول المذكورة. وهذه اللجان وفقا لنظام المجلس الداخلي هي:
- لجنة الشؤون السياسية.
- لجنة الشؤون الاقتصادية.
- لجنة الشؤون الاجتماعية والثقافية.
- لجنة الشؤون المالية والإدارية.
- لجنة الشؤون القانونية.
ثانيا- الأمانة العامة يوجد للجامعة العربية أمانة دائمة وظيفتها الأساسية تصريف
الأمور
الإدارية والمالية والسياسية للجامعة، وتعتبر الأمانة
العامة بمثابة الجهاز الإداري وتضم الأمين العام بدرجة
سفير يعينه مجلس الجامعة بأغلبية ثلثي الأعضاء لمدة خمس سنوات قابلة
للتجديد ولا يمثل أي دولة ولا يتلقى تعليماته من أي دولة، والأمناء المساعدين بدرجة وزراء مفوضين ومجموعة من الموظفين والمستشارين وفقا
لما جاء في
المادة 12 من الميثاق.
اختصاصات الأمين العام لم يرد نص في الميثاق يحدد اختصاصات الأمين العام، ولكن باعتباره أعلى موظف بالجامعة والمسير لشؤونها يمكن رصد اختصاصات إدارية
وسياسية
له. ومن هذه الاختصاصات التحدث باسم الجامعة أمام الدول الأعضاء أو في المنظمات والمؤتمرات الدولية وأمام
الدول
الأجنبية، وحضور اجتماعات مجلس الجامعة والمشاركة في
مناقشة الموضوعات المدرجة في جدول أعماله، وله حق توجيه
نظر المجلس أو الدول الأعضاء إلى أي مسألة يرى أنها تسيء للعلاقات
القائمة بين الدول الأعضاء، كما يقوم بجهود لتوطيد العلاقات العربية وفض المنازعات بالطرق السلمية.
أجهزة الأمانة العامةتتكون الأمانة العامة للجامعة العربية من الأجهزة التالية:
- مكتب الأمين العام
ويتولى شؤون مجلس الجامعة والمتابعة والتنسيق مع
المنظمات والأجهزة المختصة الملحقة بالجامعة.
- مكتب الأمناء المساعدين
ويتولى كل واحد من الأمناء المساعدين الإشراف على إدارة من إدارات الجامعة على الأقل.
- الإدارة العامة
للشؤون السياسية
وتتولى دراسة وإعداد التقارير في القضايا السياسية ومتابعتها.
- إدارة الشؤون
الاقتصادية
وتتولى إعداد المشاريع والتقارير المتعلقة بالمسائل
الاقتصادية المتعلقة بشؤون النفط والطاقة
والنقل والمواصلات والتعاون الفني والتخطيط الإنمائي والإحصاء
والتوثيق.
- إدارة الشؤون
الاجتماعية والثقافية
ومن مهماتها إعداد الدراسات المتعلقة بالشؤون الاجتماعية والصحية والبيئية والشؤون الثقافية والتعليمية وشؤون
التنمية والتدريب وتوحيد التشريعات.
- الإدارة العامة
لشؤون فلسطين
وتهتم بمعالجة جميع القضايا المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
- الإدارة العامة للإعلام
وتختص بالتعريف بقضايا الوطن العربي وقيمه الحضارية وأوجه تقدمه وتطوره، وتعريف الرأي العام العربي والدولي بنشاط
الجامعة ومنظماتها، كما تتولى مهام العلاقات العامة.
- الإدارة العامة للمعاهدات والشؤون
القانونية
وتتولى إبداء الرأي القانوني فيما يحال إليها من موضوعات، وإعداد الدراسات القانونية حول قضايا
الجامعة ومساعدة المجالس واللجان الأخرى في الشؤون
القانونية المتعلقة بأعمالها.
- الإدارة العامة
للتنظيم والشؤون الإدارية
والمالية
ومهامها إدارية تتولى شؤون الموظفين والتنظيم والميزانية وشؤون المؤتمرات وغيرها.
- أمانة الشؤون العسكرية
وتتابع المسائل المتعلقة بالتعاون العسكري بين دول الجامعة طبقا لأحكام معاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي
بين الدول العربية.
- المكتب الرئيسي
لمقاطعة إسرائيل
ويختص هذا المكتب بالشؤون المتعلقة بالمقاطعة وفرض الحصار الاقتصادي على إسرائيل وإعداد القوائم بالشركات والدول
الأجنبية التي تتعامل معها، وتنبيه الدول العربية إلى عدم
التعامل معها طبقا لأحكام قانون المقاطعة الموحد
وقرارات مجلس الجامعة بهذا الخصوص.
وحدات إدارية تابعة للأمانة العامة:- قسم العلوم والتكنولوجيا.
- معهد المخطوطات العربية.
- معهد الدراسات العربية العليا.
- الجهاز الإقليمي لمحو الأمية.
- المركز الإحصائي.
- مركز التنمية الصناعية للدول العربية.
أجهزة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصاديوافق مجلس الجامعة في جلسته المنعقدة يوم 13 أبريل/ نيسان 1950 على إبرام معاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي لسد
الثغرات التي
ظهرت في الميثاق، وخاصة في المجالين الدفاعي والاقتصادي.
فالميثاق نص في مادته السادسة على أن "من اختصاص مجلس
الجامعة اتخاذ التدابير عند وقوع عدوان أو خشية وقوعه على إحدى الدول الأعضاء"، ولكن الميثاق لم يحدد نوع هذه التدابير وحجمها وكيفية
تنفيذها مما جعل قمع العدوان يفتقد الآليات العملية
لتنفيذه.
لذلك رأت الدول الأعضاء معالجة هذا القصور وإبرام معاهدة الدفاع المشترك وإنشاء هيئات جديدة تتولى تنفيذ ما جاء
في المعاهدة،
وتتضمن معاهدة الدفاع المشترك أحكاما تتعلق بفض المنازعات
بين الأعضاء بالطرق السلمية كما
تتضمن أحكاما أخرى تتعلق بمواجهة العدوان المسلح.
واعتبرت المعاهدة أي اعتداء على دولة هو اعتداء على بقية الدول
الأعضاء، وأقرت عملا بمبدأ الدفاع عن النفس اتخاذ جميع التدابير اللازمة بما فيها استخدام القوات المسلحة لرد الاعتداء وإعادة الأمن والسلم.
كما نصت المعاهدة على إنشاء قيادة عسكرية موحدة دائمة تتكون من
ممثلي أركان الجيوش العربية، ولم تظهر هذه الهيئة إلا عام 1964.
الأجهزة المتعلقة بالأمن الجماعي العربي وترتب على معاهدة الدفاع العربي المشترك إنشاء هيئات جديدة في نطاق الجامعة العربية، ولكنها لا تدخل ضمن فروعها الرئيسية.
- مجلس الدفاع المشترك
ويتألف من وزراء الخارجية والدفاع أو من ينوبهم.
- الهيئة الاستشارية العسكرية
وتضم رؤساء أركان جيوش الدول المتعاقدة.
- اللجنة العسكرية
الدائمة
ومن مهامها إعداد الخطط العسكرية لمواجهة كل الأخطار
المتوقعة أو أي اعتداء مسلح، وتقديم
المقترحات لتنظيم قوات الدول المتعاقدة ولتعيين الحد الأدنى
لقوات كل منها، إلى جانب مهام أخرى تتعلق بالتدريبات المشتركة والمعلومات المتعلقة بإمكانيات كل دولة من الناحية الحربية ومقدرتها في
المجهود
الحربي.
- القيادة العربية الموحدة
تنص المعاهدة على إنشاء قيادة عامة للقوات المشتركة
في
الميدان تكون رئاستها للدول التي تكون قواتها
المشتركة في العمليات أكثر عددا وعدة.
الأجهزة المتعلقة بالتعاون الاقتصادي
- المجلس الاقتصادي
ومهمته تسهيل عمليات التبادل التجاري والتعاون
الاقتصادي بين الدول الأعضاء. وفي إطار هذا المجلس
وقعت العديد من الاتفاقيات الخاصة بتجارة الترانزيت
والوحدة الاقتصادية والسوق العربية المشتركة.
- أجهزة أخرى
وأنشئت بموجب قرارات من مجلس الجامعة العربية:
1- هيئة استغلال
مياه نهر الأردن وروافده.
2- مركز التنمية الصناعية للدول العربية.
3- معهد الغابات العربي.
4- المحكمة الإدارية لجامعة الدول العربية.
المجالس الوزارية المتخصصة من الآليات التي اتخذتها جامعة الدول العربية لتحقيق أهدافها إنشاء المجالس الوزارية المتخصصة، مثل:
- مجلس
وزراء الصحة العرب.
- مجلس
وزراء الشباب والرياضة العرب.
- مجلس
وزراء الشؤون الاجتماعية.
- مجلس
وزراء العدل العرب.
- مجلس
وزراء الداخلية العرب.
- مجلس
وزراء الإسكان والتعمير العرب.
- مجلس
وزراء النقل العرب.
- مجلس
الوزراء المسؤولين عن البيئة العرب.
مجلس وزراء التعليم العالي العرب.
- مجلس
وزراء الزراعة العرب.
- مجلس
وزراء الإعلام العرب.
ويوجد بالجامعة العربية العديد من المنظمات المتخصصة التي
أنشئت لحاجة بعض اللجان إلى تخصصات بعينها. ومن هذه المنظمات:
- اتحاد
البريد العربي.
- الاتحاد
العربي للمواصلات السلكية واللاسلكية.
- اتحاد
الإذاعات العربية.
- المنظمة
الدولية العربية للدفاع الاجتماعي ضد الجريمة.
- المنظمة
العربية للعلوم الإدارية.
- المنظمة
العربية للتربية والعلوم والثقافة.
- منظمة
العمل العربية.
- مجلس
الطيران المدني للدول العربية.
- المنظمة
العربية للمواصفات والمقاييس.
- المنظمة
العربية للتنمية الزراعية.
- المنظمة
العربية للصحة.
كثيرة هي المجالس واللجان والمنظمات التابعة لجامعة الدول
العربية، والتي أنشئت بغرض تدعيم التعاون العربي وتوثيق عرى الأخوة بين دولها وشعوبها.. فهل نجحت كل تلك الهياكل في تحقيق الغرض من
إنشائها أم أنها أضحت عبئا على كاهل الجامعة أصابها
بالترهل وأضعف فاعليتها في حل المشكلات والتعامل مع القضايا
العربية؟!
_______________
* الجزيرة نت، قسم البحوث والدراسات
أهم المصادر:
الموقع الرسمي لجامعة الدول العربية
موسوعة مقاتل، جامعة الدول العربية