ساعد القط في السجن بتهمة ضرب شرطي والسياقة دون رخصة

حتى مدة قصيرة قبل اليوم، لم يكن الجمهور يعرف عن الفنان محمد بوشايب
سوى أنه فنان صعد نجمه في فترة وجيزة، وتمكن بجدارة واستحقاق أن ينال
العديد من الأدوار عبر سلسلة من الأعمال الكوميدية والاجتماعية الهامة، بل
توقع العديد من النقاد أن يكون بوشايب، المعروف بدور أرسطو في الجمعي
فاميلي، النجم الأول للشاشة الصغيرة والفضية، قبل أن يصطدم الجميع بانتقال
اسمه من صفحات الفن والنجوم، إلى صفحات الحوادث!

محمد
بوشايب وحسب معلومات الشروق، يكون قد تورط في قضية جديدة، عقب نشوب شجار
بينه وبين عدد من قاطني حي باب الزوار، أين يصوِّر هذه الأيام الجزء الثاني
من سلسة ساعد الڤط للمخرج يحيى مزاحم، ليقوده الشجار لأحد العيادات
الخاصة، وهناك تعارك مجددا مع عون أمن، وحسبما قيل للشروق فان الفنان
بوشايب لم يكن في "حالة طبيعية" وعقب الاستنجاد بالشرطة، قام بحسب شهود
عيان، بالاعتداء على أحد عناصرها، ليتم نقله إلى مركز للأمن!

لا
أحد من الفنانين أو من المقربين، أراد أن يصدّق هذه الأخطاء الكارثية التي
بات يرتكبها فيلسوف عائلة الجمعي، للدرجة التي حاولت فيها الشروق وحرصا
على مسيرة هذا الفنان الشاب، أن تتأكد من المعلومات عبر مصادر عدة.

فكان
الاتصال بوالد الفنان، السيد حسان بوشايب، الذي قال للشروق: "ابني محمد
تغير كثيرا في السنوات الأخيرة، ربما فاجأته الشهرة، لكنه شاب محترم، ويحب
الجميع، وهو حيوي، وكوميدي في مواقفه الواقعية مثلما هو في الشاشة، لكنني
أطلب من الجميع أن يساعدوه ليحافظ على مكانته كفنان".

وأضاف
السيد حسان الذي وجدناه متأثرا بالحادثة الأخيرة رغم رفضه الخوض فيها:
"لقد قلت مرارا وتكرارا لمحمد أن يكون قدوة للشباب الذين يشاهدونه على
الشاشة، ويعشقون أداءه وأدواره، ولعل خوفي تضاعف عليه، منذ الجزء الثاني
للجمعي فاميلي، وكل فريق هذا العمل يعرفون ما قلته، من صويلح إلى سيد أحمد
ڤناوي، ويدركون أنني طلبت منهم حماية ابني، والحفاظ عليه وعلى أخلاقه".

وبنوع
من المناشدة، قال حسان بوشايب "إنني أدعو أيضا الصحافيين ليتعاملوا مع
ابني باعتباره فنانا شابا في بداية طريقه، ولا ينقضون عليه، تماما مثلما
قلت سابقا أن الفنان في الجزائر، سواء كان محمد أو غيره، بحاجة إلى تأطير
ورعاية، من طرف مناجيره أو الصحافة ومحيطه العائلي أيضا".

محمد
بوشايب، وهو شخص كتوم، لا يتحدث كثيرا مع الصحافة، كان قد عرف انطلاقته
قبل سنوات قليلة، حين اختار العمل الفني الموجه للأطفال، لكن ظهوره
الحقيقي، ونجوميته اللامعة، ذاقها مع المخرج جعفر قاسم الذي اختاره من أجل
أداء دور ابن الفنان صالح أوڤروت في سلسلة الجمعي فاميلي، والتي من المتوقع
أن يشاهد الجزائريون جزءها الثالث الجديد في رمضان المقبل، علما أن بعض
مصادر الشروق نقلت عن وقوع خلاف بين بوشايب ومنتج العمل سيد أحمد ڤناوي،
وصل إلى حد التشابك بالأيدي في الساعات الأخيرة للتصوير!

محمد،
تألق أيضا سينمائيا مع المخرج إلياس سالم، وحصد العديد من الجوائز، عبر
فيلم مسخرة، ثم بات النجم الأول في الكوميديا، خلال موسم رمضان التلفزيوني،
حين اختاره يحيى مزاحم لبطولة سلسلة ساعد الڤط، وظهر محمد بوشايب أيضا عبر
فيلم قصير أخرجه مؤنس خمار، بعنوان "العابر الأخير" ونال به العديد من
الجوائز أيضا، وحسب عدد من النقاد فان قوة هذا الفنان، تكمن في قدرته على
التحكم في ملامحه، سرعة بديهيته، والشبه القريب بينه وبين عموم الشباب
الجزائريين!

قد
يكون خطأ محمد بوشايب أنه لا يتكلم كثيرا مع الصحافيين، وهو ما يفسر ربما
أيضا تولي والده، الدفاع عنه في قضية هجرته التي نقلت بعض وسائل الإعلام،
أنها لم تكن هجرة قانونية، قبل أن يتبين العكس، حيث عاد محمد بوشايب ليصرح،
أنه سافر بوثائقه، وقد حضر مهرجانا سينمائيا في إسبانيا، ومن هناك، ذهب
إلى فرنسا للدراسة في أحد المعاهد الفنية، باحثا عن تحقيق حلمه القديم في
أن يصبح مخرجا، علما أنه كان يتمنى الدراسة في أحد المعاهد المختصة في
لندن، لكن، غلاء التكاليف، جعله يختار الوجهة الباريسية.

الأزمة
الجديدة التي وقع فيها الفنان محمد بوشايب، لن تقتصر تداعياتها على مسيرته
المهنية ولا حياته الخاصة فحسب، وإنما قد تكون لها آثار سلبية ومباشرة على
فريق عمل ساعد الڤط الذي يواصل مخرجه يحيى مزاحم التصوير، من أجل الانتهاء
بسرعة، واللحاق بالشبكة البرامجية لرمضان، علما أن الشروق اتصلت بمزاحم،
فقال "نعم لقد تورط محمد في قضية السياقة بدون رخصة، ولكن قضيته ليست خطيرة
جدا، ومن المتوقع أن نستكمل التصوير قريبا بدون مشاكل"!