الكثير منا يؤرقه مفهوم
التربية والغرس في نفوس الأطفال ، وكثيرون أيضا يطمحون في إنشاء المسلم الذي يحب
الله ورسوله فيتساءلون
: كيف نغرس حب
الله ورسوله في نفوس أبنائنا ؟
فحين يحب الطفل والداه فإنه يراهما
أمامه لكن الأمر مع الله سبحانه وتعالى مختلف ، فحين نقول للطفل مثلا أننا نحب الله ورسوله
قد يسألنا لحظتها أين الله ؟ فيتلعثم الكثيرون حين يبادر طفلهم بسؤال مثل هذا !!..
علمتنا عقيدتنا أن الله في السماء
لذلك نجيب لحظتها على طفلنا بنفس الإجابة ( الله في السماء ) ولا أحد يستطيع رؤيته، لكننا سنراه إن شاء الله في
الجنة
حين نفعل
الخير ونبتعد عن الشر
..
يكون التعليم في البداية تعليم
نظري بحيث نغرس في عقل الطفل كل ما نريد ويناسب عمره فعقله كجهاز الحاسوب يستطيع تخزين المعلومات ثم
استرجاعها متى شاء ؟
لهذا حث
المربين على تحفيظ الطفل كتاب الله وهو صغير ..
حين نلقن الطفل معلومات عن الله سبحانه وتعالى نستطيع أن
نعلمه بعض صفاته عز
وجل مثل (
الخالق ) فندعوه للنظر على السماء والأرض ثم نخبره أن الله خلق السماوات والأرض ، وحين
نتناول الطعام نخبره بأن الله هو من رزقنا ها الطعام ، قد يبادر لحظتها فيقول لنا : والدي هو من
أحضر الطعام فنرد عليه
: من أين ؟
فيقول من السوق أو المطعم ؟ وهل جاء الطعام للسوق بنفسه ؟؟
نبادر بالأسئلة حتى نصل معه على أن
الله عز وجل هو من وفر لنا هذه النعم ويجب أن نحمده عليها فنقول ( الحمد لله ) عند الانتهاء وباسم
الله عند البداية
..
انتهينا من الجانب النظري نأتي بعدها
للجانب التطبيقي في هذه المسألة فنشعر الطفل بأن الله يراقبنا وهو موجود يرانا ويطلع على أفعالنا
ونستخدم أسلوب القصة
والمحاكاة
لننجح في عملنا وهي عملية باقية مستمرة حتى سن التكليف فعلى الآباء استخدام ذكائهم في
اقتناص كل فرصة تساعد في غرس وجود الله في قلب الطفل وتذكره دوما بالله وهذا ما فعله الم حين أرادت
غرس صفات الله
وأسمائه في
قلب صغيرها فعلمته أن الله هو الرازق وظلت كل يوم تطبق له هذه العملية من خلال وضع طبق
الطعام وإخباره بأن الله قد رزقنا الطعام لنعيش حتى نسيت في يوم من الأيام القيام بهذا العمل فجاء
الطفل ووجد الطبق
كعادته وأخذه
لامه لقد كانت صادقة في غرس هذا المفهوم في نفس طفلها فصدق معها الله وكافأها بعدم ضياع
جهدها مع صغيرها
...
التعليم في البداية يكون بالحب واللين
كما فعل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حتى يحب الطفل المعلومة وتدخل في أعماق قلبه ويتقبلها ،
وكم من الآيات
القرآنية
التي تعلم الأطفال حب الله والإيمان به ؟
فلو رتب الآباء جلسة يومية مع الأطفال يتعلمون من خلالها
كل يوم خمس آيات
قرآنية
وتفسيرها لكانت نتائج هذه الجلسة مثمرة في قلوب الصغار ومنمية لمشاعرهم تجاه الله عز وجل
وحبه والتعرف عليه فلا يكفي الطفل ما يتعلمه في المدارس التي أحيانا قد تستخدم أسلوب الترهيب قبل
الترغيب فتضيع ثمرة
العلم الناجح
بسبب غرس الخوف في نفوس الأطفال ، لهذا علينا ألا نذكر لهم سيرة النار في كل أمر بل
نخبرهم في البداية أنها للكفار والعصاة ، إنما علينا تذكيرهم الدائم بالجنة وأننا سنكون من أهلها
بإذن الله تعالى إن
فعلنا كل عمل
صالح ومفيد ..
هناك أمر آخر لا يمكن تغافله وهو
القدوة الحسنة أمام الأبناء فإذا نشأ الطفل في بيئة صالحة يسهل على الوالدان غرس حب الله في قلبه
من خلال ارتباط والداه بكتاب الله عز وجل وكثرة ملاحظته بمدى حرصهم على ذكر الله فحتى تكون
عقيدة
أطفالي صحيحة
لابد من جعل الطفل يحس ويشعر بوجود الله سبحانه وتعالى
( فكل مولود
يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )
لهذا حتى نتمكن من توعية
الطفل لابد أن
:
- نكرر له دوما
أننا نعبد الله وحده ونصلي ونصوم ونتصدق لله ونعلمه أركان الإيمان كلها وما فيها من
خير لنا كالصلاة والحج ، فالله وحده هو الذي نعبده
ولا نعبد غيره .
- نذكره دوما
بأنه يعلم كل شيء عنا ، ونعمه كثيرة علينا ثم نخبره عن فضله علينا ورزقه لنا ..
- نعلمه أسماء
الله وصفاته ونبدأ بالأسماء السهلة البسيطة مثل : الله العالم ، يعلم كل ما نفعله ،
الله الرازق ، يرزقنا كل شيء ونعمه علينا عظيمة .
- نحدثه عن
الجنة وما فيها من خير ولا نحدثه عن النار إلا بعد سن السابعة حيث مرحلة التأديب وإدراك
المعاني المجردة مثل
الخوف والكره
فهما متشابهان والحب والسعادة كذلك .
- الإجابة على
أسئلة الطفل ببساطة وعدم تعقيد حسب نموه العقلي ، ويهمنا أن نعلم الطفل قاعدة أساسية
وهي أن ما نفعله نفعله كله لله وما يأتينا من خير فهو من الله ..