أسعار الدروس الخصوصية بلغت مليون سنتيم لأربع حصصلم يعد يفصل طلبة البكالوريا عن موعد السادس
من جوان إلا ستة أيام حاسمة بعد مسلسل الإضرابات والتوترات التي صاحبت
مسيرتهم هذا العام..
وهو
ما ألهب سوق الدروس الخصوصية وجعله أمرا واقعا، ومع اقتراب الامتحان رمى
الأولياء بكامل إمكاناتهم لأجل إراحة ضمائرهم، وكان بعضهم مستعدا أن يدفع
الملايين لأجل أن يرى إبنه في الجامعة، وصار الأستاذ هو المطلوب، خاصة أن
الأولياء انتقلوا في الأيام الأخيرة إلى الحصص الخاصة جدا التي ينفرد فيها
الأستاذ بالطالب أو بالطالبة في دروس مركزة.. ومع استحالة توفير أستاذ لكل
طالب، كثر الطلب ونقص العرض فارتفع سعر الدروس الخصوصية الذي بلغ في المدن
الكبرى قبل عشرة أيام من البكالوريا حدود 2500 دج للحصة الواحدة في المواد
الأساسية حسب كل شعبة ينفرد فيها الأستاذ بالطالب في دروس واختبارات مركزة
في حصة واحدة تدوم على أقل تقدير ثلاث ساعات وقد تصل الى الخمس ساعات، وهي
غالبا حصص ليلية تطرق منتصف الليل وما بعده مادام الأساتذة منشغلين خلال
النهار بالحصص الخصوصية الجماعية..
وكانت
مختلف الثانويات بعد البكالوريا البيضاء قد أوقفت دروس الدعم وسمحت للطلبة
بالاعتماد على أنفسهم.. أما الأولياء المتضرر الأول ماديا ومعنويا من
أسعار الدروس الخصوصية ومن الخوف على مصير أبنائهم بعد الإضراب الطويل
فإنهم يراهنون على الأساتذة الذين منحوهم ثقتهم في مثل هاته الدروس
الخصوصية بعد أن شاع أن لدى بعض الأساتذة حاسة سادسة يمكنهم من خلالها
معرفة الدروس الوارد تواجدها في الامتحان وهو ما لا ينفيه بعض الأساتذة
حتى لا يتدهور سعرهم في "السوق".. إذ يتردد لدى الطلبة أن دروسا معينة في
الفلسفة لن يخرج عنها سؤال البكالوريا لهذا العام مثل "الفرق بين المشكلة
والإشكالية ومنطق الرياضيات" رغم نفي أساتذة آخرين لمثل هاته التهيؤات،
حيث برهنت التجربة أنه بالإمكان إعادة الأسئلة حول نفس الدرس في سنتين
متتاليتين، ويشاع أيضا لدى طلبة الآداب والعلوم أن دروس الاجتماعيات
الخاصة بالجزائر والولايات المتحدة هي المرشحة الأولى، لأن تكون موضوع
البكالوريا القادم، ولكن معظم الأساتذة قرروا توقيف الدروس الخصوصية مع
نهاية يوم الخميس القادم وهو ما يمكّن الطلبة من الاستراحة بعد أيام قليلة
بلغ فيها التركيز أقصى درجاته، وهناك من الأولياء من صرف على أبنائه خلال
هذا العام نصف مداخيله في الدروس الخصوصية التي صارت أمرا واقعا وترسّمت
الآن بشكل نهائي.
http://www.echoroukonline.com/ara/social/52823.html