''الكنابست'' يطالب بتوسيع الاستشارة لجميع العاملين في القطاع

جريدة الخبر يوم الأربعاء 18 -08 -2010.
''الكنابست'' يطالب بتوسيع الاستشارة لجميع العاملين في القطاع
مبادرة للاستفادة من الخبرة الأجنبية لتكييف البرامج الدراسية
كشفت مصادر مطلعة أن وزارة التربية تجري منذ مدة اتصالات مع خبراء أجانب
بغرض بحث سبل تكييف البرنامج الدراسي وجعله أكثر نجاعة، وقد طرحت فكرة
جعل ساعات الصباح لتدريس المواد التعليمية وتخصيص الفترة المسائية
للنشاطات الثقافية والترفيه العلمي.
قالت مصادرنا إن هذه الإجراءات توجد حاليا في طور التفكير والبلورة مع
الخبراء وتندرج أساسا في إطار إصلاح المنظومة التربوية بواسطة تكثيف
المشاورات حول طرق الاستفادة من التجارب الناجحة في هذا المجال، وبالأخص
النموذج الأوروبي الذي تريد الوزارة الاستفادة من إيجابياته الكثيرة
لتسهيل التحصيل العلمي في الأطوار الثلاثة عن طريق إعادة توزيع الجدول
الزمني للدروس ومراجعة المناهج موضع احتجاج من قبل التلاميذ والأساتذة
على مدى العامين الماضيين، حيث اشتكى كلاهما من ثقل البرامج وعدم توافقها
مع الحجم الساعي المخصص لها.
لهذه الأسباب فإن قضية تخفيف البرامج والمناهج، وإن لقيت استحسان
المختصين في قطاع التربية، من منطلق أن الفائدة ستعم على الجميع، إلا أن
المعنيين أبدوا تحفظات على مسألة الاستعانة بالخبرة الأجنبية، ليس لكونها
غير مجدية، بل لأن استشارة الخبراء تأتي عادة قبل الشروع في تطبيق
البرامج الجديدة، والعملية في الجزائر معكوسة، إذ أنه تم ''استيراد''
المناهج في الأول دون إرفاقها بميكانيزمات التحكم في الخلل الذي يظهر
أثناء مرحلة التجسيد. والعارفون بشؤون القطاع يرون أن الاستنجاد بالخبراء
جاء بعد ظهور عيوب التطبيق في برامج الإصلاحات، على غرار انطلاق عمليات
التجريب في الأطوار الثلاث، وهو الأمر الذي لا يسمح بتصحيح الأخطاء عند
وقوعها وقياس مدى تجاوب التلاميذ والأساتذة مع البرامج.
وللمجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني موقف مؤيد لمقترح إدراج
المواد التعليمية في الفترة الصباحية، باعتباره أول المنادين بهذا
المقترح، وحجة الكنابست في ذلك، حسب المكلف بالإعلام، مسعود بوديبة، أن
نسبة التركيز عند التلميذ تكون عالية جدا في الصباح، بينما تقل القدرة
على الاستيعاب بشكل كبير في فترة الظهيرة، وبناء على تجربة الميدان يقول،
المتحدث إن التلميذ لا يبذل أي مجهود لمحاولة فهم الدروس التي تقدم في
نهاية اليوم، وهذه الأوضاع تسبب فيها انعدام الموازنة بين حجم الدروس
والرزنامة الزمنية المحددة لها، ولا يرى مصدرنا مانعا في الاستعانة
بالخبرة الأجنبية والاقتداء بالطرق التعليمية وسياسة التدريس التي أثبتت
نجاحا واسعا في عدد من الدول، مستشهدا في هذا الإطار بدولة الإمارات
العربية وعدد من الدول الأوروبية، منبها في نفس الوقت إلى إلزامية توسيع
الاستشارة لتشمل أهل الاختصاص في الجزائر والعاملين في القطاع من أساتذة
ومفتشين وتمكينهم بمعية الشركاء الاجتماعيين من الاطلاع على عمل اللجنة
الموكلة بإعادة النظر في كثافة البرامج، لأن الإقصاء الذي مورس في حق
هؤلاء من قبل كان سببا مباشرا، بالنسبة لبوديبة، في المشاكل التي يتخبط
فيها قطاع التربية اليوم.
آمال ياحي