كتاب :
الفساد السياسي مازلت أعتقد أن ثروتنا من المواهب الثمينة والكفاءات
المثمرة كبيرة ٬ وأن حظوظنا من تلك المعادن النفيسة لا تقل عن مثيلاتها
لدى الدول العظمى..! كل ما هنالك من فروق أن غيرنا انتفع بما يملك٬ وأتاح
الفرص لبقائه ونمائه٬ وعملت الحريات الموفورة عمل الأشعة في إنضاج الزرع٬
وعمل المياه فى إمداده بالنضارة والحياة...
أما فى أرجاء العالم الإسلامى فإن الحكم الفردى من قديم أهلك الحرث
والنسل٬ وفرض ألونا من الجدب العقلى والشلل الأدبى أذوت الآمال٬ وأقنطت
الرجال... والغريب أن هذا التخريب يناقض مناقضة ظاهرة توجيهات الإسلام فى
كل ناحية! هل فى دين الله أهم من العقيدة؟ لا! إن الاعتقاد فى المنطق
القرآنى نبت وسط حرية البحث والتأمل وطلب البرهان! ولننظر إلى حديث القرآن
عن المشركين٬ ونتأمل فى مساره٬ يقول الله سبحانه: `أم اتخذوا من دونه آلهة
قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي و ذكر من قبلي`.
ليس هناك مجال لإلغاء العقل ورفض الرأى الآخر٬ لا بد من تبادل الحجج ونشدان
الحقيقة وحدها... لا مكان لتكميم الأفواه وفرض وجهة نظر واحدة. صاحب
الصواب لا يهاب النقاش٬ صاحب الحق يغشى به المجالس٬ ويقرع به الآذان.
المأساة تحدث من مبطل يريد بالعصا أن يخرس الآخرين٬ ومع تفاهة ما عنده يقول
مقالة فرعون قديما: `ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد`....
الفساد السياسي
- دار النشر : دار القلم
- تاريخ النشر : 07 - 02 - 2008
- عدد الصفحات
- :